اخبار العراق.....الانتحاريات يهاجمن «مجالس الصحوة»

الانتحاريات يهاجمن «مجالس الصحوة» في ديالى ومسيرات الشيعة جنوب بغداد... ارتفاع عدد ضحايا تفجيري الخميس إلى 22 قتيلاً و73 جريحاً

فرضت قوات الامن العراقية اجراءات امنية مشددة وغير مسبوقة في محافظة كربلاء والطرق المؤدية اليها لحماية الزوار الذين يتدفقون بمئات الآلاف الى المدينة لإحياء ذكرى ولادة الامام المهدي، الامام الثاني عشر لدى الشيعة، الأحد. وارتفع عدد ضحايا الاعتداءين، اللذين نفذتهما امرأتان واستهدفا الزوار في بلدة الاسكندرية أول من أمس، الى 22 قتيلاً و73 جريحاً، قتل أمس شخص على الاقل وأصيب 10 بانفجار عبوة ناسفة في بغداد استهدف حافلة تقل زواراً شيعة متوجهين الى كربلاء.

وتشير مصادر أمنية الى توجه لدى تنظيم نساء «القاعدة» لاستهداف المناسبات الدينية في بغداد وضواحيها لاثارة التوتر الطائفي بين الاهالي، فيما تركز العمليات التي تنفذها انتحاريات في محافظة ديالى (شمال شرق) على احباط تجربة «مجالس الصحوة» عبر استهداف قيادييها ومراكزها.
وأصبحت التفجيرات الانتحارية التي تنفذها سيدات أكثر شيوعاً هذا العام في العراق، حيث يسهل تسلل النساء بين الحشود من دون تفتيش. ونفذت ثلاث مهاجمات انتحاريات هجمات في مناسبة شيعية في بغداد الشهر الماضي ما ادى الى مقتل نحو 30 شخصاً وإصابة 100.
وعلى رغم تشديد الاجراءات الأمنية قتل أمس شخص على الأقل وأصيب 10 بانفجار عبوة ناسفة قرب ساحة ميسلون في حي الغدير (جنوب شرقي بغداد) استهدف حافلة تقل زوارا شيعة متوجهين الى كربلاء لاحياء ذكرى ولادة الامام المهدي. واوضح مصدر أمني ان «الضحايا هم زوار كانوا قادمين من حي المشتل ومتوجهين الى كربلاء».
ويأتي هذا التفجير غداة مقتل نحو 22 شخصا واصابة 73 آخرين من الزوار الشيعة في تفجيرين انتحاريين نفذتهما امرأتان قرب الاسكندرية (40 كلم جنوب بغداد). وأفاد شهود ان التفجيرين نفذتهما امرأتان ترتديان أحزمة ناسفة استهدفتا موكبا لزوار من سكان الاسكندرية.
وتقع الاسكندرية في ما كان يسمى بمثلث الموت على بعد 50 كلم جنوب بغداد. وقد اطلق عليها هذا الاسم بسبب الهجمات المتكررة التي تعرض لها المدنيون وقوات الأمن العراقية والقوات الاميركية. ويتوجه عشرات الآلاف من الشيعة سيرا على الاقدام من بغداد والمحافظات الاخرى الى كربلاء (110 كم جنوب بغداد) لإحياء ذكرى ولادة الامام المهدي (الامام الثاني عشر لدى الشيعة) التي تبلغ ذروتها غداً.
في غضون ذلك، عززت قوات الأمن اجراءتها الأمنية في كربلاء والطرق المؤدية اليها بصورة غير مسبوقة مع نشر أكثر من 40 ألف عنصر. وقال قائد شرطة كربلاء اللواء رعد شاكر ان الاجهزة الأمنية في المحافظة وضعت خطة «تشمل تقسيم المدينة الى ثمانية قواطع امنية مع اشراك اكثر من 40 الف عنصر من الجيش والشرطة والاجهزة الاستخبارية ونشر المئات من القناصين على اسطح المباني في عموم المدينة (...) معززة بمروحيات»، إضافة الى استخدام الكلاب البوليسية المدربة على التعرف على المتفجرات في اطار جهودها لحماية الزوار. واضاف شاكر نحو 2000 شرطية سيفتشن السيدات من الزوار.
وكان الناطق باسم قيادة عمليات كربلاء رحمن مشاوي اكد ان «الطيران العسكري العراقي والاميركي يواصل أيضا تحليقه فوق سماء المدينة للمشاركة في الخطة الأمنية التي تم وضعها لحماية الزوار». واوضح ان «سماء المدينة شهدت منذ يومين تحليقا للطيران العراقي في مناطق متفرقة من المدينة فيما تقوم طائرات قوات التحالف بالتحليق فوق المناطق المتاخمة لمدينة كربلاء».
واضاف ان «هذه الطلعات الجوية تستمر لمدة ثماني ساعات يوميا لمسح جميع اراضي محافظة كربلاء وخاصة المناطق والاراضي الصحراوية التي من المحتمل ان تستخدم من قبل المجموعات المسلحة والإرهابيين في هجماتهم ان كانت صاروخية او زرع العبوات او ارسال انتحاريين الى المدينة».
كما استنفرت وزارة الصحة امكاناتها، وقال مدير الصحة المحلي علاء حمودي ان أكثر من 40 وحدة طبية تقف على اهبة الاستعداد وتم توفير أسرّة اضافية في المستشفيات. واقيمت قرب المساجد مستشفيات موقتة في الخيام والمقطورات. وتبرع بعض الزوار بالدم.
وكان قاسم الموسوي المتحدث باسم خطة أمن بغداد أعلن الخميس ان السلطات اعلنت اجراءات منها «منع المواطنين حمل الاسلحة بأنواعها كافة، وعدم رفع الاعلام والصور الخاصة بالرموز الدينية والاحزاب السياسية على السيارات الحكومية والعسكرية عدا العلم العراقي».
وقال اللواء فاضل رداد قائد شرطة بابل، المحافظة التي وقعت فيها التفجيرات حيث يمر منها معظم القادمين من بغداد باتجاه كربلاء «استفدنا من المناسبات الماضية في تحجيم جرائم السيارات المفخخة والعبوات الناسفة (...) لكن بقيت مشكلة الاحزمة الناسفة مستمرة خصوصاً بين النساء». واضاف ان «قلة الكادر النسوي الذي يقوم بتفتيش الزائرات، وقلة المخصصات المالية لهذا العمل كانا وراء سبب تفجير امس».
وتابع ان «العثور على الأحزمة الناسفة في النهار أمر سهل، لكن مع الظلام يصعب ذلك، خصوصاً ان بعض النسوة ممن يرتدين خمار الوجه تصعب السيطرة على معرفتها كونها امرأة أو رجلاً (...) لذلك مع هذا العدد وضعف التخصيصات يسهل تحقيق الخرق الأمني».
من جانبه اكد العقيد سعيد عزيز سلمان، زعيم مجلس صحوة شاطئ التاجي ان «الجماعات التكفيرية تستغل المواكب الراجلة التي ينفذها زوار شيعة لتنفيذ عمليات هدفها اثارة الفتنة من جديد». واوضح في اتصال مع الـ «الحياة» ان «المكان الذي وقع فيه الهجوم الانتحاري في الاسكندرية لا توجد فيه عناصر «بنات العراق» ما انعكس سلبا على حياة الزوار»، مشيراً الى ان «بنات العراق اثبتن كفاءتهن خلال زيارة ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم قبل ثلاثة اسابيع»، وأضاف: «بحسب المعلومات المتوافرة لدينا لم يشترك تشكيل بنات العراق ضمن الفرق الامنية في الزيارة الشعبانية الحالية، ونجهل الاسباب».
الى ذلك كشف اللواء محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع عن «توفر معلومات حول منظمات في أوروبا، تديرها شركات وشخصيات، تجند مقاتلين من المغرب والجزائر لتنفيذ عمليات مسلحة في العراق، مقابل الحصول على سمة دخول لإحدى الدول الأوروبية».
على صعيد آخر، اعلن الجيش الاميركي «مقتل أحد عناصر مشاة البحرية الاميركية (المارينز) بنيران خفيفة قرب مدينة الفلوجة غرب بغداد خلال عملية امنية».
وبذلك، يرتفع الى 4141 عدد العسكريين والعاملين مع الجيش الاميركي الذين قتلوا في العراق منذ الاجتياح ربيع العام 2003.