جمعية الحرنكش (الحلقة الأولى)

جمعية الحرنكش.......... اسم غريب لموضوع ان شاء الله ينال اعجابكم .

جمعية الحرنكش

الفصل الأول
المشهد الأول

يكشف الستار عن صالة منزل بسيط , به أنتريه منزلى عادى , تتوسطه منضدة خشبية , و فى الركن بوفيه , فوقه جهاز كاسيت متوسط , و هناك نافذة فى مواجهة المشاهد مفتوحة على مصراعيها , و المسرح كله مضاء بأضواء مبهجة توحى بالتفاؤل و الفرح , و ماهر يرقص على نغمات الموسيقى , فى مرح شبابى , و هو يحمل صينية , عليها شفشق شراب كبير ممتلىء , و عدد من الأكواب , يضعها على المنضدة , و ينظر فى ساعته ..

ماهر : ايه الحكاية ؟!.. أعضاء الجمعية اتأخروا النهارده كده ليه ؟!..

يتجه نحو نتيجة الحائط , و ينظر اليها فى اهتمام ..

ماهر : لأ .. أنا مش غلطان .. النهارده الخميس .. معادهم .. أمال راحو فين .

يخرج جهاز موبايل من جيبه , قائلا :

- أديلهم رنه .. ايه ده ؟.. و كمان ماعنديش رصيد .. أبقى افتكر بقى أشترى كارت أول الشهر ده لو فيه فلوس .

نسمع ضجيجا و ضحكا شبابيا , من خارج المسرح , قبل أن يرن جرس الباب , فيسرع ليفتحه , و يهتف :

ماهر : انتوا فين يا غجر .. اتأخرتم ليه ؟!

صلاح : الحرنكش .. له م الحرنكش يا عم ماهر .

ماهر فى جزع : اوعى تقوللى ماجبتوش يا سى صلاح .

سعد : و دى تيجى .. ده حتى القعدة من غيره ماتجوزش .

ماهر : أمال هو فين يا سعد .

سعد : فتحى و عمر طالعين بيه .. ده احنا دخنا السبع دوخات , على مالقينا هولك ..

ماهر : حتى الحرنكش ؟!

يصل فتحى و عمر , و الأول يحمل كيسا ورقيا , و يقول فى ضجر:

- الحرنكش وصل .

يختطف ماهر الكيس فى لهفة , قائلا :

- حبيب قلبى .

عمر : للدرجة دى ؟! طب احمد ربنا بقى , أن أنا و فتحى لقيناه .

ماهر : و أكتر من كده كمان .. و هو جمعية الحرنكش ينفع تجتمع , من غير الحرنكش يا غجر ؟!

يهتفون معا الجميع : حرنكش .. حرنكش ..الى الأبد !

ماهر : وطى صوتك يا جدع منك له .. الجيران اشتكوا م الدوشة اللى بتعملوها .

صلاح : الله .. انت حتكتم نفسنا و لا ايه ؟!.. يا عم ده يوم واحد فى الأسبوع اللى بنتجمع فيه .. خلينا براحتنا بقى يا جدع .

ماهر : طب و الجيران ؟!

سعد : انتوا اللى بيتكم حيطانه ورق .. و المره اللى فاتت كنا سامعين جارتكم و هى بتحمى ابنها و قاعده تقوله: بس يا مجرم .. اهمد شويه .. غرقتنى .

ينظر اليه ماهر فى دهشة .

ماهر : بس جارتنا مش مخلفة !

فتحى : آآه .. يبقى كانت بتكلم جوزها .

ماهر : جوزها مخبر فى الداخلية و كان نبطشى الخميس اللى فات .

عمر : يبقى بقى ...

يقاطعه صلاح : ربنا أمر بالستر .

سعد : خلينا فى الحرنكش .

يفرغ الكيس على النضدة , و يبدءون فى الأكل فى نهم ..

عمر : املوا بطونكم كويس .. الأسبوع الجاى مفيش حرنكش .

ماهر ( فى فزع ) : ليه بقى ؟!

فتحى : عشان خلاص .. بح .. الميزانية خرمت .

ماهر : مش حتكفى حتى الحرنكش ؟!

صلاح : و انت فاكره رخيص .. ماعدش فيه حاجة رخيصة فى الزمن ده .

عمر : لأ .. فيه .

سعد : ايه بقى ؟!

عمر : احنا .

ماهر : و الله عنك حق .. أدينا أهو .. خمس شباب زى الورد , اتخرجنا بشهادات عليا , و مش لاقين وظيفة تلمنا .

فتحى : ماهو من خيبتنا .

صلاح : لأ و انت الصادق .. من غلبنا .. لا أبونا وزير , و لا حتى غفير .. كلنا أهلنا على قد حالهم , و لحافهم مبيكفيش حتى يغطى رجليهم ..

يتبع

مشكور أيها الرجل العظيم