عواصم: ذكرت تقارير صحفية أن القيادة العسكرية والسياسية في روسيا تدرس حاليا اتخاذ عدة خطوات عقابية وانتقامية ضد إسرائيل بسبب قيامها بتدريب الجيش الجورجي وتزويده بأسلحة إسرائيلية.
وتزود إسرائيل جورجيا بطائرات بلا طيار ورشاشات من طراز تافور وعتاد والكترونيات حربية وصواريخ طائرات للتشويش على وسائل الدفاع الجوي.
وقبل أشهر تم الكشف عن التعاون العسكري بين البلدين حين أسقطت طائرة روسية في جورجيا طائرة من دون طيار من صنع إسرائيلي. واعتبرت وسائل الاعلام الإسرائيلية هذه العملية بمثابة تحذير أطلقته موسكو للدولة العبرية.
أضافت التقارير، أن أولى هذه الخطوات هي قيام موسكو بتزويد الجيش السوري بصواريخ أرض أرض من نوع "اسكندر" والتي يبلغ مداها 200 كيلومتر والقادره علي حمل رؤوس نووية.
ونقلت التقارير عن مصادر استخباراتية إسرائيلية قولها أن هذا الصاروخ يعتبر من أحدث الصواريخ في ترسانات الجيوش المتطورة.
وقالت المصادر، أنه في حالة قامت روسيا بتزويد الجيش السوري بصواريخ "اسكندر" فسوف يكون أمام إسرائيل خيارين، الخيار الاول إجبار دولة الاحتلال علي تغير نظامها الدفاعي للمرة الثالثة خلال العامين الماضيين، والثاني، ان يقوم الجيش الإسرائيلي بمهاجمة صواريخ "اسكندر" الروسية اذا تم نشرها على الأراضي السورية.
أضافت، إن الروس يتوقعون قيام إسرائيل بمهاجمة صواريخ "اسكندر"، وهذا الاحتمال تم أخذه في الحسبان من قبل الروس لذلك سيقوم الروس بانفسهم بتدريب وحدات عسكرية سورية علي كيفية استخدام صواريخ "اسكندر".
كما سيقوم الجيش الروسي ببناء قواعد عسكرية برية وجوية وبحرية على الأراضي السورية كخطوة أخرى موجها ضد الولايات المتحدة لإصرارها على نشر الدرع الصاروخي في عدد من دول الاتحاد السوفيتي السابق.
إسرائيل تعلق وساكاشفيلي ينفي
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية فرضت حظرًا على تصدير الأسلحة الهجومية والطائرات بلا طيار إلى جورجيا تفاديا للاضرار بالعلاقات الإسرائيلية الروسية.
واتخذت الخارجية الإسرائيلية هذا القرار بناء على الرسالة الرسمية من الحكومة الروسية التي وردت بعد إسقاط أول طائرة بلا طيار من الصنع الإسرائيلي في سماء أبخازيا في مارس / آذار الماضى.
وطلبت روسيا من إسرائيل في الرسالة التي أرسلت من خلال الملحق العسكري الإسرائيلي في موسكو في أبريل/ نيسان الماضى وقف توريدات السلاح إلى جورجيا.
وكانت إسرائيل قد اذعنت فبراير/ شباط 2005 للضغط الروسي وعلقت جميع صادرات الأسلحة إلى جورجيا.
وأرسلت وزارة الدفاع الإسرائيلية حينذاك، تعليمات لجميع التجار المعنيين تمنعهم من بيع اسلحة إلى جورجيا حتى صدور اشعار آخر. وأصبحت إسرائيل مورد اسلحة هاما لجورجيا, ووصلت صفقات الأسلحة بين البلدين إلى عشرات الملايين من الدولارات في عامي 2003 و2004 .
وكان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي نفى في وقت سابق ان تكون اسرائيل قد علقت دعمها العسكري لبلاده. وقال في تصريح لصحيفة "هآرتس": "لم اسمع اي شيء حول هذا، ولم يكن لدي الوقت لأفكر في هذه المسألة منذ عدة ايام".
وقال ساكاشفيلي انه على علم بالمشكلات المتعلقة بتزويد طائرات بدون طيار كان جيشه قد طلبها من شركات اسرائيلية، ولكن ليس بوقف اي شحنات اخرى من الدعم العسكري.
وقال الرئيس الجورجي خلال مؤتمر صحفي في مكتبه: "ان الاسلحة الاسرائيلية قد ثبت بأنها فعالة جدا". وعندما سئل عما اذا كانت الاسلحة الاسرائيلية قد لعبت دورا في النجاحات العسكرية التي زعم بأن الجيش الجورجي حققها، اجاب ممازحا: "هل تسألني بصفتي ممثلا عن شركة "البيت" او عن الصناعات الجوية الاسرائيلية؟".
وقال ساكاشفيلي في معرض رده على سؤال لأحد الصحافيين حول اليهود الذين فروا من القتال وقدموا الى اسرائيل: "لدينا وزيران حكوميان اسرائيليان، احدهما يتعامل مع الحرب (وزير الدفاع ديفيد كيزيراشفيلي) والآخر مع المفاوضات (وزير الدولة للاندماج الاقليمي تيمور يعقوباشفيلي)، وهذه هي المشاركة الاسرائيلية هنا: الحرب والسلام كلاهما بأيدي يهود اسرائيليين".
علاقة إسرائيل بالحرب في جورجيا
كانت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية ذكرت في عدد سابق لها، أن المعارك التي اندلعت بين روسيا وجورجيا وجهت الانظار ضمن امور اخرى الى الدور المكثف لإسرائيل في المنطقة. وهذا الدور الإسرائيلي يتضمن صفقات لبيع السلاح المتطور الى جورجيا وتدريب قوات المشاة للجيش الجورجي.
وتابعت الصحيفة، ان مبيعات السلاح الإسرائيلي الى جورجيا بدأت قبل نحو سبع سنوات في أعقاب مبادرة من يهود جورجيين هاجروا الى إسرائيل واصبحوا هنا رجال اعمال.
واضافت، التعاون العسكري بين الدولتين سرعان ما تطور. وضمن امور اخرى ساهمت في ذلك، حقيقة أن وزير الدفاع الجورجي، دافيد كزرشفلي، هو إسرائيلي سابق يتكلم العبرية بطلاقة.
وقالت الصحيفة، ان من بين الإسرائيليين الذين استغلوا الفرصة وبدأوا يعملون في جورجيا كان الوزير السابق روني ميلو وأخيه شلومو، المدير العام السابق للصناعة العسكرية، العميد احتياط جال هيرش واللواء احتياط يسرائيل زيف.
وحسب مصادر في إسرائيل فان جال هيرش منح الجيش الجورجي مشورة لاقامة وحدات نخبة مثل سييرت متكال واعادة التسلح وكذا أجرى هناك دورات مختلفة في مجال الاستخبارات القتالية والقتال في المناطق المبنية.
وقالت الصحيفة، ان نشاط الإسرائيليين في جورجيا والصفقات التي عقدوها هناك كانت جميعها بمصادقة وزارة الدفاع. في إسرائيل رأوا في جورجيا دولة صديقة لا مانع من بيعها منظومات سلاح من النوع الذي تصدره إسرائيل لدول اخرى في العالم.
[